المسألة الثانية : إذا عرفنا ضابط القراءة الجهرية و ضابط القراءة السرية نقول :
ما يصنعه بعض الناس من وقوف في الصلاة مغلقين شفتيهم غير محركين لسانهم ؛ حتى ينتهوا من الصلاة , لا يحركون لسانهم بالقراءة في القيام الذي به القراءة , ولا يحركون لسانهم بالأذكار ؛ لا في الركوع و لا في الرفع منه , ولا في السجود , ولا في الرفع منه و لا في الجلوس للتشهد . فنقول : هؤلاء صلاتهم باطلة ؛
لأنهم لم يقرءوا في الصلاة ,
فلابد في القراءة من حركة اللسان . وعند بعض الفقهاء لابد في القراءة السرية من حركة اللسان و إسماع نفسه . وهذه قضية مهمة , كثيرا ما يأتي الناس يقولون : نحافظ على أذكار الصبح و المساء , ونستعيذ بالله , ومع ذلك أصابنا كذا أو حصل كذا .
نقول أذكار الصبح و المساء إذا قلتها سرا لابد أن تحرك بها لسانك ,
لا ينفع أن تمر بعينيك على السطور ,
وتقول : هذه القراءة السرية .
هذه لا تسمى قراءة و لا تسمى كلاما في لغة العرب ؛ القراءة في الكلام في لغة العرب لابد فيه من حركة اللسان . لذلك - كما ترون - جاء الحديث أن الصحابة - رضوان الله عليهم - كانوا يعرفون قراءة
الرسول صلى الله عليه وسلم في السرية باضطراب لحيته ؛ مما يدل أن الرسول صلى الله عليه وسلم حتى في السرية كان يحرك لسانه و شفتيه .
وهذا مع القدرة و عدم المانع . أهــ .
********
المصدر : من كتاب ( شرح كتاب صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التسليم إلى التكبير كأنك تراها للألباني - رحمه الله تعالى )
للشيخ الفاضل الدكتور /محمد بن عمر بازمول -حفظه الله تعالى-
الصفحة 221 ( طبعة دار الإمام أحمد )